ابراهيم عيسى يكتب
----------------
27سبعة وعشرون عاما مرت بالتمام والكمال علي رئاسة الرئيس مبارك للبلد
لا أريد أن نتحدث عن الرئيس وما فعله.. وقد نتحدث!
لكن انظر إلي ما فعلناه نحن أنفسنا بأنفسنا؟
تأمل هذه اللوحة لتعرف كيف تبدلنا وتنيلنا
الشعب المصري شريك أساسي وأصيل في كل سلبيات الـ27عامًا السابقة
إذا سألت أي واحد فينا:
ما هو الفرق بين الورم والحكومة؟
سيقول لك: الفرق إن الورم مش دايما خبيث!
نعم فهذا الحكم يعاملنا علي طريقة أمين الشرطة والقسيس، حيث كان هناك قس لإحدي الكنائس يلاقي الأمرين من أمين شرطة متعصب يقف في كمين مرور أمام منزل القسيس فكان يحرر له ولسيارته مخالفتين صباحاً ومساء، وحاول القس بكل الطرق التفاهم معه «علي طريقة الشعب المصري» من النفاق للمحايلة للرشوة ومفيش فايدة لم يفلح معه، وأخيرا قرر القس شراء عجلة حتي يتخلص من تعصب شرطي المرور لكن أثناء عودته ليلاً قابله الشرطي «إنت مش خايف وإنت ماشي لوحدك بالليل» فرد القس «لا أنا معايا الأب والابن والروح القدس»، وهنا انتهز الشرطي الفرصة وقال «بس يا حلو ومركب معاك ثلاثة كمان لازم تدفع مخالفة فورية»!
شعب لا يملك أمام الحكم سوي التنكيت علي شاشات المحمول وعلي مقاعد القهاوي.. النكت هي سلاحه، هل تتذكر الرجل الذي كان يشتري الصحيفة صباح كل يوم، ثم ما يكاد ينظر في الصفحة الأولي حتي يرميها علي طول من يده.. ولما سألوه:
بتعمل كده ليه؟
أجاب: كفاية إني قريت الحوادث.
فسألوه: بس الحوادث مش في الصفحة الأولي!
فقال لهم: اللي مستنّي حادثته ح ألاقيها في الصفحة الأولي!
هذه النكتة قيلت علي كل حاكم في كل مكان ولكن كل الشعوب تملصت ورفضت وعارضت فغيرت بينما نحن وحدنا الذين اكتفينا علي مدي 56عاما منذ فجر 23يوليو حين نطق حسين رياض المشلول في البلكونة تحيا مصر وخف شلل حسين رياض وانشلت مصر، اكتفينا بانتظار تحقق النكتة.. أليست هذه هي نكتة النكتة؟!
لا تتصورون أبدا أيها الواقفون في لوحة 27عاما علي حكم مصر أنكم مظلومون وضحايا وأبرياء بل أنتم شركاء فاعلون وأصيلون فيما جري لكم وفيكم..فهو بكم.
الشعب كده علي بعضه كبيره بصغيره عفيفه بفاجره محترمه وواطيه، كله شريك بضعفه وبسلبيته وبنفاقه وبفرجته وبلامبالاته وبفساده، شريك متضامن ويتحمل مسئولية التحريض علي الجريمة، جريمة الاستبداد بهذا القدر الهائل من الاستهبال الذي يعيشه المواطن المصري في مواجهة البلاوي التي ترميها سنوات الحكم السبعة والعشرون علي رأسه.
الشعب المصري تحول من الشعب الجدع إلي الشعب المتحرش.
الشعب الذي ينجو بالبانجو.
الشعب يرتدي الحجاب ويمارس الفجور.
الشعب يصلي التراويح ويمد يده لتلقي الرشوة.
الشعب معتل الصحة ومحتل من حكامه ولكنه أدمن جلسات العلاج بالكيماوي والقعدة في مكن الغسيل الكلوي، أدمن الشعب مرضه فهو يلعن الحكومة ويركع لرئيسه ورئيسها ولمديره ولصاحب عمله.. الشعب يحني ظهره بحثا عن الرزق فركبوا حكامه ظهره المحني فلا رزقا وجد ولا ظهرا فرد.
إذا سألتني ما الذي جعلنا هكذا بعد 27عاما سأروي لك نكتين الأولي من إحدي دول أوروبا الشرقية في السبعينيات تقول: إن القيادة استدعت عدداً من صانعي الأحذية العالميين، من أجل تفصيل حذاء للرئيس.. وهنا سارع إسكافي إلي القول بأنه علي استعداد لتفصيل الحذاء وفق المواصفات المطلوبة ودون الحاجة إلي أخذ مقاسات قدم الرئيس، وأنه مستعد لدفع حياته إذا ما أخفق في هذا الرهان. وبعد وقت قصير، عاد إليهم ومعه الحذاء المطلوب، وقد دهش المسئولون حين وجدوا أن الحذاء علي المقاس تماماً.. ولأجل حل اللغز قالوا إنهم لن يعطوه الأجر، حتي يكشف لهم كيف عرف مقاس قدم الرئيس وبدون قياس. فقال علي الفور: وكيف لا نحفظ مقاس قدمه، وهي فوق رقابنا منذ أكثر من ثلاثين سنة؟!
أما الثانية فهي نكتة صناعة مصرية بكل ما في المعني من دقة وتحكي عن مجموعة من الصعايدة من عمال البناء، كانوا منخرطين في بناء كنيسة لمصلحة أحد المقاولين، ولما كان معروفاً عن العمال والصعايدة عشقهم للغناء أثناء العمل فراحوا يرددون الأغنية المعتادة:
ـ هيلا.. هيلا.. صلي علي النبي..
لكن المقاول نبههم إلي أنهم يبنون كنيسة..فأخذ يغنون:
ـ هيلا.. هيلا.. بص علي الحيطة..
تعجب المقاول ونظر إلي الحائط فوجد مكتوباً عليها:
ـ صلي علي النبي..!!
هكذا صرنا.. قررنا أن ننكتم ونشتغلها بالفهلوة مع نفسنا ومع رئيسنا ففي القلب كل رفض ومعارضة وغضب ولكننا لا نبوح ولا نتكلم ونلف وندور ونراوغ وننحني ولما نسأل أين موقف الشعب يقولك بص علي الحيطة؟!
----------------
27سبعة وعشرون عاما مرت بالتمام والكمال علي رئاسة الرئيس مبارك للبلد
لا أريد أن نتحدث عن الرئيس وما فعله.. وقد نتحدث!
لكن انظر إلي ما فعلناه نحن أنفسنا بأنفسنا؟
تأمل هذه اللوحة لتعرف كيف تبدلنا وتنيلنا
الشعب المصري شريك أساسي وأصيل في كل سلبيات الـ27عامًا السابقة
إذا سألت أي واحد فينا:
ما هو الفرق بين الورم والحكومة؟
سيقول لك: الفرق إن الورم مش دايما خبيث!
نعم فهذا الحكم يعاملنا علي طريقة أمين الشرطة والقسيس، حيث كان هناك قس لإحدي الكنائس يلاقي الأمرين من أمين شرطة متعصب يقف في كمين مرور أمام منزل القسيس فكان يحرر له ولسيارته مخالفتين صباحاً ومساء، وحاول القس بكل الطرق التفاهم معه «علي طريقة الشعب المصري» من النفاق للمحايلة للرشوة ومفيش فايدة لم يفلح معه، وأخيرا قرر القس شراء عجلة حتي يتخلص من تعصب شرطي المرور لكن أثناء عودته ليلاً قابله الشرطي «إنت مش خايف وإنت ماشي لوحدك بالليل» فرد القس «لا أنا معايا الأب والابن والروح القدس»، وهنا انتهز الشرطي الفرصة وقال «بس يا حلو ومركب معاك ثلاثة كمان لازم تدفع مخالفة فورية»!
شعب لا يملك أمام الحكم سوي التنكيت علي شاشات المحمول وعلي مقاعد القهاوي.. النكت هي سلاحه، هل تتذكر الرجل الذي كان يشتري الصحيفة صباح كل يوم، ثم ما يكاد ينظر في الصفحة الأولي حتي يرميها علي طول من يده.. ولما سألوه:
بتعمل كده ليه؟
أجاب: كفاية إني قريت الحوادث.
فسألوه: بس الحوادث مش في الصفحة الأولي!
فقال لهم: اللي مستنّي حادثته ح ألاقيها في الصفحة الأولي!
هذه النكتة قيلت علي كل حاكم في كل مكان ولكن كل الشعوب تملصت ورفضت وعارضت فغيرت بينما نحن وحدنا الذين اكتفينا علي مدي 56عاما منذ فجر 23يوليو حين نطق حسين رياض المشلول في البلكونة تحيا مصر وخف شلل حسين رياض وانشلت مصر، اكتفينا بانتظار تحقق النكتة.. أليست هذه هي نكتة النكتة؟!
لا تتصورون أبدا أيها الواقفون في لوحة 27عاما علي حكم مصر أنكم مظلومون وضحايا وأبرياء بل أنتم شركاء فاعلون وأصيلون فيما جري لكم وفيكم..فهو بكم.
الشعب كده علي بعضه كبيره بصغيره عفيفه بفاجره محترمه وواطيه، كله شريك بضعفه وبسلبيته وبنفاقه وبفرجته وبلامبالاته وبفساده، شريك متضامن ويتحمل مسئولية التحريض علي الجريمة، جريمة الاستبداد بهذا القدر الهائل من الاستهبال الذي يعيشه المواطن المصري في مواجهة البلاوي التي ترميها سنوات الحكم السبعة والعشرون علي رأسه.
الشعب المصري تحول من الشعب الجدع إلي الشعب المتحرش.
الشعب الذي ينجو بالبانجو.
الشعب يرتدي الحجاب ويمارس الفجور.
الشعب يصلي التراويح ويمد يده لتلقي الرشوة.
الشعب معتل الصحة ومحتل من حكامه ولكنه أدمن جلسات العلاج بالكيماوي والقعدة في مكن الغسيل الكلوي، أدمن الشعب مرضه فهو يلعن الحكومة ويركع لرئيسه ورئيسها ولمديره ولصاحب عمله.. الشعب يحني ظهره بحثا عن الرزق فركبوا حكامه ظهره المحني فلا رزقا وجد ولا ظهرا فرد.
إذا سألتني ما الذي جعلنا هكذا بعد 27عاما سأروي لك نكتين الأولي من إحدي دول أوروبا الشرقية في السبعينيات تقول: إن القيادة استدعت عدداً من صانعي الأحذية العالميين، من أجل تفصيل حذاء للرئيس.. وهنا سارع إسكافي إلي القول بأنه علي استعداد لتفصيل الحذاء وفق المواصفات المطلوبة ودون الحاجة إلي أخذ مقاسات قدم الرئيس، وأنه مستعد لدفع حياته إذا ما أخفق في هذا الرهان. وبعد وقت قصير، عاد إليهم ومعه الحذاء المطلوب، وقد دهش المسئولون حين وجدوا أن الحذاء علي المقاس تماماً.. ولأجل حل اللغز قالوا إنهم لن يعطوه الأجر، حتي يكشف لهم كيف عرف مقاس قدم الرئيس وبدون قياس. فقال علي الفور: وكيف لا نحفظ مقاس قدمه، وهي فوق رقابنا منذ أكثر من ثلاثين سنة؟!
أما الثانية فهي نكتة صناعة مصرية بكل ما في المعني من دقة وتحكي عن مجموعة من الصعايدة من عمال البناء، كانوا منخرطين في بناء كنيسة لمصلحة أحد المقاولين، ولما كان معروفاً عن العمال والصعايدة عشقهم للغناء أثناء العمل فراحوا يرددون الأغنية المعتادة:
ـ هيلا.. هيلا.. صلي علي النبي..
لكن المقاول نبههم إلي أنهم يبنون كنيسة..فأخذ يغنون:
ـ هيلا.. هيلا.. بص علي الحيطة..
تعجب المقاول ونظر إلي الحائط فوجد مكتوباً عليها:
ـ صلي علي النبي..!!
هكذا صرنا.. قررنا أن ننكتم ونشتغلها بالفهلوة مع نفسنا ومع رئيسنا ففي القلب كل رفض ومعارضة وغضب ولكننا لا نبوح ولا نتكلم ونلف وندور ونراوغ وننحني ولما نسأل أين موقف الشعب يقولك بص علي الحيطة؟!